العراق في مواجهة تحدي الخليج للشباب: قرعة صعبة وأهداف طموحة
انطلاق تاريخي لبطولة استثنائية
تشهد الساحة الكروية العربية حدثاً تاريخياً بانطلاق أول نسخة من بطولة كأس الخليج للشباب تحت 20 عاماً، التي ستُقام في مدينة أبها السعودية خلال الفترة من 28 آب/أغسطس إلى 9 أيلول/سبتمبر 2025. جاءت قرعة البطولة التي أُجريت يوم الاثنين 28 تموز/يوليو عبر تقنية “زووم” لتحمل مفاجآت وتحديات كبيرة للمنتخبات المشاركة، حيث وقع منتخب العراق الشبابي “ليوث الرافدين” في المجموعة الثانية إلى جانب كل من البحرين وعمان ومصر، بينما ضمت المجموعة الأولى السعودية وقطر والكويت واليمن .
تفاصيل القرعة والتشكيلات
المجموعة الثانية: تحدي عربي مشترك
تعتبر المجموعة التي ضمت العراق واحدة من أكثر المجموعات تنافسية في البطولة، حيث تجمع أربعة منتخبات ذات تاريخ كروي مميز:
- العراق: يحمل منتخب الشباب العراقي لقب “ليوث الرافدين”، وهو في مرحلة إعادة بناء تحت قيادة المدرب أحمد صلاح الذي تم تعيينه حديثاً .
- البحرين: الفائز بلقب كأس الخليج العربي الأخير للكبار في 2025 .
- عمان: الوصيف في كأس الخليج الأخير للكبار، وتمتلك جيلاً شاباً واعداً .
- مصر: الضيف الخاص الذي حل محل الإمارات المعتذرة، ويمثل إضافة نوعية للبطولة .
المجموعة الأولى: صراع خليجي بحت
في المقابل، تضم المجموعة الأولى منتخبات خليجية صرفة:
- السعودية (البلد المضيف)
- قطر
- الكويت
- اليمن
تحليل أداء المنتخب العراقي واستعداداته
تشكيلة جديدة وطموحات كبيرة
يخوض المنتخب العراقي للشباب هذه البطولة بتشكيلة جديدة من جميع الجوانب، حيث تم تشكيل الجهاز الفني بقيادة أحمد صلاح قبل حوالي شهر فقط من البطولة . ويعمل الجهاز الفني على متابعة مباريات الدوري العراقي للشباب عن كثب للبحث عن المواهب الواعدة، كما فتح باب الاختبارات في جميع المحافظات العراقية لاكتشاف أكبر عدد ممكن من اللاعبين تحت 20 عاماً .
الأهداف الاستراتيجية
حدد الجهاز الفني للمنتخب العراقي هدفاً رئيسياً للبطولة يتمثل في تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين للوقوف على مستوياتهم الحقيقية، بغض النظر عن النتائج الفورية. وتأتي هذه الاستراتيجية في إطار الإعداد للتصفيات الآسيوية المقررة بعد عام من الآن .
خطة الإعداد
وضع الجهاز الفني خطة تحضيرية تشمل:
- معسكر تدريبي في البصرة لمدة 11 يوماً
- معسكر آخر في بغداد
- التوجه إلى السعودية للاستقرار على التشكيلة النهائية
تحديات المواجهات المقبلة
مواجهة البحرين: اختبار قوي
ستكون مواجهة البحرين اختباراً صعباً للعراق، خاصة بعد تتويج البحرين بلقب كأس الخليج العربي للكبار في نسخته الـ26 . وسيحاول لاعبو البحرين الشباب إثبات أنهم قادرون على مواصلة إنجازات كبارهم.
مصر: الضيف القوي
يمثل مشاركة منتخب مصر الشبابي إضافة نوعية للبطولة، حيث يحل بديلاً عن منتخب الإمارات الذي اعتذر عن المشاركة . وتأتي مصر بتجربة غنية في كرة القدم الشبابية، مما يجعل المواجهة معها تحديًا تقنيًا وتكتيكيًا للعراق.
عمان: منافس صعب
لا تقل عمان خطورة عن غيرها، خاصة بعد وصولها إلى نهائي كأس الخليج الأخير للكبار . وتمتلك عمان جيلاً شاباً متميزاً يسعى لإثبات نفسه.
أهمية البطولة للمستقبل الكروي العراقي
تُعد هذه البطولة محطة أساسية في إعداد الجيل القادم من لاعبي المنتخب العراقي، حيث أنها:
- أول بطولة خليجية رسمية للشباب تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي
- فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة
- منصة لإعداد اللاعبين للمنافسات الإقليمية والقارية المقبلة
- اختبار حقيقي لقدرات الجهاز الفني الجديد
توقعات الأداء العراقي
رغم صعوبة المجموعة، إلا أن هناك عدة عوامل إيجابية قد تساعد المنتخب العراقي:
- الحماس الشبابي والرغبة في إثبات الذات
- غياب ضغط النتائج الفورية، حيث أن الهدف الرئيسي هو بناء الفريق
- وجود مدرب جديد يحمل أفكاراً حديثة وقد يكون قادراً على إحداث مفاجآت
انطلاقة واعدة رغم التحديات
تمثل مشاركة العراق في أول نسخة من كأس الخليج للشباب فرصة ذهبية لإعداد جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية في السنوات القادمة. رغم صعوبة المجموعة التي تضم البحرين وعمان ومصر، إلا أن الهدف الاستراتيجي يتمثل في بناء الفريق واكتشاف المواهب أكثر من التركيز على النتائج الفورية. ستكون هذه البطولة محكاً حقيقياً لسياسات الاتحاد العراقي في تطوير الكرة الشبابية، ومؤشراً على مدى استعداد العراق للمنافسات القادمة على المستويين الإقليمي والقاري.
مع اقتراب موعد البطولة، يتطلع عشاق الكرة العراقية إلى رؤية أداء مشرف لـ”ليوث الرافدين” الشباب، الذين يحملون على عاتقهم أمل مستقبل الكرة العراقية. البطولة التي ستُقام في أجواء صيفية بمدينة أبها السعودية ستكون دون شك منصة مثالية لظهور نجوم جدد قد يكونون نواة للمنتخب الأولمبي والمنتخب الوطني في السنوات القادمة .
