فينيسيوس جونيور على حافة الرحيل: ريال مدريد يفتح الباب أمام بيعه بعد أزمة التجديد
أزمة تجديد تعيد كتابة مستقبل فينيسيوس مع الملك
أصبح نجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور على قائمة المغادرين المحتملين من النادي الملكي، بعد أن وصلت مفاوضات تجديد عقده إلى طريق مسدود بسبب مطالب مالية تعتبرها الإدارة غير واقعية في ضوء تراجع أدائه الأخير. هذه الأزمة التي بدأت كخلاف بسيط حول الأجور تحولت إلى ما يشبه الزلزال الذي قد يغير خريطة الهجوم في سانتياغو برنابيو، خاصة مع وجود عروض خيالية من الدوري السعودي واهتمام النادي بالاستفادة من القيمة السوقية للاعب قبل فوات الأوان.
الخلاف المالي: مطالب فينيسيوس التي هزت علاقته بالنادي
الصراع حول سلم الرواتب
يطلب فينيسيوس جونيور (25 عامًا) راتبًا سنويًا صافيًا قدره 20 مليون يورو لتجديد عقده مع ريال مدريد، وهي زيادة بمقدار 5 ملايين يورو عن راتبه الحالي البالغ 15 مليون يورو . لكن الإدارة تعتبر هذا الطلب غير مقبول لسببين رئيسيين:
- تجاوز سقف الرواتب: حيث أن هذا المبلغ سيجعله يتجاوز راتب كيليان مبابي (15 مليون يورو أساسي) وهو ما يمثل “خطًا أحمر” في سياسة النادي المالية .
- تأثير الدومينو: قد يؤدي الموافقة على هذا الراتب إلى مطالبة لاعبين آخرين في الفريق بزيادات مماثلة، مما يخل بالهيكل المالي للنادي .
مقارنة مع مبابي
يشعر فينيسيوس بأنه يعامل بشكل غير عادل مقارنة بزميله الفرنسي، حيث أن مبابي حصل على مكافأة توقيع عند انضمامه مجانًا من باريس سان جيرمان بلغت 40 مليون يورو موزعة على 5 سنوات، مما يرفع دخله السنوي الفعلي إلى حوالي 23 مليون يورو . البرازيلي يرى أن راتبه الجديد المطلوب (20 مليون) لا يزال أقل من هذا المبلغ، بينما ترى الإدارة أن مكافأة التوقيع لا يجب احتسابها كجزء من الراتب الأساسي .
تراجع الأداء: العامل الرياضي الذي يضعف موقف فينيسيوس
الأرقام المخيبة للآمال
خلال موسم 2024-2025، قدم فينيسيوس أداءً أقل بكثير من المعايير التي عُرف بها سابقًا:
- شارك في 58 مباراة سجل خلالها 20 هدفًا فقط .
- في الدوري الإسباني، سجل 11 هدفًا فقط .
- في دوري أبطال أوروبا، أضاف 8 أهداف .
هذه الأرقام تبدو باهتة مقارنة بأداء مبابي الذي سجل 44 هدفًا في نفس الموسم وحصل على الحذاء الذهبي .
مشاكل تكتيكية
تعرض فينيسيوس لانتقادات بسبب:
- عدم تكيفه مع الخطة التكتيكية الجديدة بعد انضمام مبابي .
- أداء ضعيف في بعض المباريات الحاسمة، مثل مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية ضد باريس سان جيرمان، حيث كاد يجلس على مقاعد البدلاء لولا إصابة ترينت ألكسندر أرنولد .
- عدم ارتياحه عند اللعب في الجهة اليمنى من الهجوم، وهو ما حدث في بعض المباريات .
خيارات ريال مدريد: بين البيع والاحتفاظ
سياسة بيريز الصارمة
تاريخيًا، أظهر رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز عدم تسامحه مع اللاعبين الذين يطالبون بكسر سلم الرواتب، حيث سبق أن تخلص من نجوم كبار مثل:
- كريستيانو رونالدو (بعد طلبه زيادة كبيرة) .
- سيرخيو راموس (بعد رفضه العرض المتواضع للتجديد) .
- مسعود أوزيل وأنخل دي ماريا (بسبب مطالب مالية مماثلة) .
خيار البيع
بدأت إدارة النادي تفكر جديًا في بيع فينيسيوس للأسباب التالية:
- العروض السعودية: تلقى النادي عرضًا من الدوري السعودي بقيمة 350 مليون يورو للنادي، بالإضافة إلى عرض شخصي للاعب يقدر بمليار يورو على 5 مواسم (200 مليون يورو سنويًا) .
- تجنب خسارة مجانية: مع بقاء سنتين فقط في عقده، يريد النادي تجنب سيناريو الرحيل المجاني في 2027 .
- تمويل صفقات جديدة: يمكن لبيع فينيسيوس أن يمول صفقة ضم إيرلينغ هالاند من مانشستر سيتي .
البدائل المحتملة
حدد بيريز إيرلينغ هالاند (25 عامًا) مهاجم مانشستر سيتي كبديل رئيسي لفينيسيوس، رغم صعوبة الصفقة بسبب:
- عقد هالاند الطويل مع سيتي حتى 2034 .
- مكانته كأحد أعمدة المشروع الرياضي للنادي الإنجليزي .
ردود الفعل والتطورات المتوقعة
موقف اللاعب
وفقًا للتقارير:
- فينيسيوس لا يفكر في الرحيل ويحب البقاء في ريال مدريد .
- لكنه مستعد للانتظار حتى 2027 إذا لم يتم تجديد عقده، ليكون حرًا ويحصل على مكافأة توقيع ضخمة من نادٍ جديد .
التوقيت الحرج
تشير المصادر إلى أن:
- المفاوضات مجمدة حاليًا وقد تستأنف في 2026 .
- الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتحديد مصير اللاعب .
- إذا لم يتم التجديد هذا الصيف، فمن المرجح بيعه الصيف المقبل بسعر أقل قبل دخوله السنة الأخيرة من عقده .
نهاية عصر أم مجرد أزمة عابرة؟
تواجه علاقة فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد اختبارًا مصيريًا قد ينتهي بفصل دراماتيكي يشبه رحيل أساطير سابقة. بين إصرار اللاعب على الحصول على اعتراف مالي بمكانته، وتصلب النادي في الحفاظ على سياسته المالية، تبدو هوة الخلاف واسعة. مع دخول العروض السعودية الخيالية على الخط واهتمام النادي بضم هالاند، قد تشهد الأسابيع المقبلة أحد أكبر الصفقات في تاريخ كرة القدم، في مشهد يعكس تحول موازين القوة في السوق الكروي العالمي.
