إصابة تير شتيغن: بين الخطورة الطبية والتداعيات الكروية

عملية جراحية تحدد مصير حارس برشلونة

تشكل إصابة حارس مرمى برشلونة الألماني مارك أندريه تير شتيغن قضية معقدة تتجاوز الجانب الطبي لتمس الجوانب الإدارية والتنظيمية للنادي الكتالوني. ففي يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، خضع الحارس البالغ من العمر 33 عاماً لعملية جراحية في أسفل الظهر تُعد حاسمة لمستقبله الكروي، حيث ستحدد هذه العملية مدى خطورة إصابته والفترة المتوقعة لغيابه عن الملاعب .

تفاصيل الإصابة والتدخل الجراحي

أجريت العملية الجراحية في عيادة “سبورتس كلينيك بوردو ميرينياك” الفرنسية تحت إشراف الدكتورة أميلي ليغليز والطاقم الطبي لبرشلونة . وتأتي هذه الجراحة كإجراء “إضافي” لمعالجة مشاكل مزمنة في الفقرات القطنية لدى الحارس الألماني، الذي كان قد خضع لجراحة سابقة في الظهر عاد بعدها للملاعب خلال 66 يوماً .

ووفقاً لتصريحات تير شتيغن نفسه على إنستغرام، فإن الأطباء يقدرون فترة التعافي هذه المرة بثلاثة أشهر كإجراء احترازي، وذلك بعد مناقشات مطولة مع الفريق الطبي للنادي وخبراء خارجيين . وأكد الحارس الألماني أنه رغم شعوره بحالة بدنية ورياضية جيدة، إلا أن الألم المستمر دفعه لهذا القرار الصعب .

الجدل حول مدة الغياب وتداعياتها على برشلونة

أثارت التصريحات الذاتية لتير شتيغن حول مدة غيابه المتوقعة (3 أشهر) غضباً داخل إدارة برشلونة، وذلك لأن هذه المدة لا تتجاوز عتبة الأربعة أشهر التي تمنح النادي الحق في تسجيل حارس بديل باستخدام 80% من راتب اللاعب المصاب وفق لوائح الدوري الإسباني .

وتكمن أهمية هذه النقطة في أن برشلونة كان يأمل في تصنيف الإصابة على أنها “طويلة الأمد” (تتجاوز 4 أشهر) لتمكنه من تسجيل الحارس الجديد خوان غارسيا من إسبانيول بشكل رسمي، وكذلك تسجيل المهاجم ماركوس راشفورد القادم من مانشستر يونايتد . وقد سبق للنادي أن استفاد من هذه الثغرة القانونية الموسم الماضي عندما سمحت إصابة المدافع أندرياس كريستنسن الطويلة بتسجيل داني أولمو .

آلية تقييم الإصابة وفقاً لرابطة الليغا

وفقاً لصحيفة “موندو ديبورتيفو”، أمام برشلونة مهلة 30 يوماً لتقديم تقرير طبي مفصل إلى رابطة الدوري الإسباني، يشمل:

• تفاصيل العلاج المقترح
• الإرشادات الطبية
• صور الرنين المغناطيسي
• وثائق جراحية تؤكد الإصابة

ويخضع هذا التقرير لمراجعة اللجنة الطبية التابعة لرابطة الليغا، التي تضم أربعة أطباء متخصصين في إصابات الملاعب هم: الدكتور فرنانديز جيان، بارو بازوس، بيريز سان روكي، وأرديفول . ومن الجدير بالذكر أن الطبيب أرديفول قد استبعد سابقاً من تقييم حالات لاعبي برشلونة مثل كريستنسن وأراوخو وغافي وتير شتيغن نفسه بسبب تاريخه مع النادي .

في حال وجود خلاف بين أعضاء اللجنة حول تقييم الإصابة، يُعقد اجتماع خاص لاتخاذ قرار نهائي يضمن عدم منح الإذن بتسجيل بديل إلا إذا استوفى التقرير جميع الشروط . ومن المتوقع أن يصدر القرار النهائي خلال الأسبوع الأول من أغسطس، تزامناً مع استعدادات برشلونة لمواجهة ريال مايوركا في 16 أغسطس .

التداعيات المحتملة على مسيرة تير شتيغن

تثير هذه الإصابة تساؤلات حول مستقبل الحارس الألماني مع برشلونة والمنتخب الوطني:

1. على مستوى النادي: أشارت تقارير إسبانية إلى رغبة برشلونة في بيع تير شتيغن لتخفيف الأعباء المالية، خاصة بعد توقيعه مع حارس إسبانيول خوان غارسيا والحارس المخضرم فويتشيك تشيزني . وقد تم بالفعل تخفيض رتبة تير شتيغن إلى الحارس الثالث في تشكيلة الفريق .
2. على مستوى المنتخب: مع اقتراب كأس العالم 2026، يهدد غياب تير شتيغن لمدة ثلاثة أشهر بمشاركته في التصفيات المقررة بين سبتمبر ونوفمبر، مما قد يؤثر على مركزه كحارس أول للمنتخب الألماني تحت قيادة المدرب يوليان ناغلسمان .

بين التحديات والآمال

توضح قضية إصابة تير شتيغن التعقيدات التي تواجها الأندية الكبرى في إدارة الإصابات الطويلة، حيث تتداخل العوامل الطبية مع الاعتبارات التنظيمية والمالية. بينما يركز اللاعب على تعافيه والعودة بأفضل حال، يجد النادي نفسه في سباق مع الزمن لتلبية متطلبات اللوائح وتعويض غياب لاعب أساسي.

تبقى الآمال معلقة على قرار اللجنة الطبية للليغا، وكذلك على قدرة تير شتيغن على تخطي هذه المحنة كما فعل سابقاً، حيث عبر بقوة عن عودته بقوله: “لا تقلقوا، سأعود” . ولكن السؤال الأكبر: هل ستكون هذه العودة مع برشلونة أم مع نادٍ آخر؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.