كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

صلاة الاستخارة من السنن النبوية التي شرعها الإسلام لتوجيه المسلم عند الحيرة في اتخاذ القرارات، سواء كانت متعلقة بالزواج، العمل، السفر، أو أي أمر من أمور الحياة. فهي دعاءٌ لله تعالى لطلب الخير والهداية، وتعكس ثقة العبد بربه وتوكله عليه في جميع شؤونه.
معنى الاستخارة
الاستخارة لغةً تعني “طلب الخيرة في الشيء”، أما شرعاً فهي صلاة يصليها المسلم ركعتين ثم يدعو بدعاء مخصوص لطلب التوفيق من الله في الأمر الذي يستخير له.
وقت صلاة الاستخارة
ليس لصلاة الاستخارة وقت محدد، فيجوز للمسلم أن يصليها في أي وقت إلا في الأوقات المكروهة، وهي:
- بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس.
- عند قيام الشمس في كبد السماء حتى تزول (قبل صلاة الظهر).
- بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
أما أفضل الأوقات لأدائها فهي أوقات الفضائل مثل الثلث الأخير من الليل، أو بعد الصلوات المفروضة.
كيفية صلاة الاستخارة
- الوضوء: يتوضأ المسلم كما يتوضأ للصلاة العادية.
- النية: ينوي بقلبه صلاة الاستخارة دون التلفظ بالنية.
- صلاة ركعتين: يصلي ركعتين كأي صلاة نافلة، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة “الكافرون”، وفي الثانية سورة “الإخلاص” (وذلك استحباباً وليس وجوباً).
- الدعاء بعد الصلاة: بعد التسليم، يرفع يديه ويبدأ بالحمد والثناء على الله، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو بدعاء الاستخارة:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ (ويذكر حاجته) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ.”
- التوكل على الله: بعد الدعاء، يترك الأمر لله ويتصرف وفق ما ييسره الله له، سواء بانشراح الصدر للأمر أو انسداده.
علامات قبول الاستخارة
ليس هناك علامات محددة، ولكن قد يشرح الله صدر المسلم لما فيه الخير، أو ييسر الأمر إن كان خيراً، أو يصرفه عنه إن كان شراً. والأفضل أن لا ينتظر رؤيا أو حلماً، بل يتبع ما يراه مناسباً بعد الاستخارة.
كيفية صلاة الاستخارة ووقتها
صلاة الاستخارة تعلمنا التوكل على الله واللجوء إليه في كل صغيرة وكبيرة، فهي تذكير بأن الله هو العليم بما يصلح عباده. فإذا حار المسلم في أمره، فليستخر ربه وليثق بأن الله سيختار له الأفضل.
“وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ” (الأحزاب: 36).
بهذا تكون صلاة الاستخارة منهجاً عملياً للإيمان بالقضاء والقدر، والرضا بما يختاره الله لعباده.