اخبار

الإنفلونزا في العراق: “لا يخلو منزل منه” ومخاوف من موسم “استثنائي” شديد

يشهد الشارع العراقي حالة من القلق المتزايد بالتزامن مع موجة برد قاسية، حيث كشف مسح ميداني أُجري يوم الثلاثاء (4 تشرين الثاني 2025) عن أرقام “صادمة” و “مخيفة” لانتشار فيروس شديد العدوى، لدرجة أنه بات يوصف بأنه “لا يخلو منزل منه”.

هذا الانتشار الواسع يضع المنظومة الصحية والتعليمية أمام تحدٍ كبير، فما هي حقيقة هذا الفيروس؟ وما هو الموقف الرسمي؟

أرقام “مخيفة” واكتظاظ في المستشفيات

أظهر المسح الميداني الأخير كثافة هائلة في أعداد المراجعين للمؤسسات الصحية، سواء المستشفيات الحكومية، المستوصفات، أو حتى العيادات الخاصة.

ويشير التقرير إلى أن أغلب المرضى يعانون من أعراض قوية، اضطرت أعداداً كبيرة منهم إلى استخدام المغذيات (السيرومات) للتعافي، وهو مؤشر على شدة الفيروس الحالي مقارنة بالمواسم السابقة.

الإنفلونزا الشديدة: الفيروس المنتشر هذا الموسم

رغم المخاوف الشعبية من عودة محتملة لجائحة كورونا، سارعت وزارة الصحة العراقية إلى نفي تسجيل أي تفشٍ وبائي جديد أو عودة للفيروس.

ومع ذلك، ترجح المؤشرات الميدانية وآراء المختصين أن الفيروس المنتشر حالياً هو نوع من الإنفلونزا الشديدة (Severe Influenza). ويكمن الخطر، بحسب الأطباء، في أن هذا الفيروس يشهد “نشاطاً استثنائياً” هذا الموسم، متفوقاً على سلالات الإنفلونزا الموسمية المعتادة من حيث:

  • شدة الأعراض: (حمى عالية، آلام شديدة في الجسم، إعياء).
  • سرعة الانتشار: (انتقال سريع بين أفراد الأسرة الواحدة وفي الأماكن المزدحمة).

موقف وزارة الصحة: زيادة “موسمية” ضمن المعدلات

في المقابل، تحاول الجهات الرسمية طمأنة الجمهور. أكدت وزارة الصحة في بيانات سابقة أن “الزيادة الحالية في الإصابات موسمية ومؤقتة وضمن المعدلات الطبيعية”. كما نفت الوزارة بشكل قاطع تسجيل أي حالات وبائية مُقلقة داخل المدارس، مشددة على استمرار الرصد الوبائي.

المدارس في عين العاصفة: تحذيرات من الاكتظاظ

تتركز المخاوف الأكبر حالياً حول طلبة المدارس. حيث حذر مختصون في الصحة العامة من تزايد ملحوظ في الإصابات الفيروسية بين الطلبة، مؤكدين أن الفيروس الحالي، رغم كونه موسمياً، ينتشر بسرعة أكبر داخل الصفوف الدراسية المكتظة.

وبيّن الأطباء أن طبيعة الفيروس، الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي، تجد في الأماكن المغلقة وضعيفة التهوية بيئة مثالية للانتشار. وتعتبر المدارس، بسبب الاكتظاظ وتقارب الطلبة، بؤرة رئيسية لنقل العدوى.

بدورها، شددت وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات كافة على ضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية ومتابعة أي حالات مرضية بالتنسيق المباشر مع الجهات الصحية.

من هم الأكثر عرضة؟ وكيف نقي أنفسنا؟

مع شدة هذا الموسم، يصبح الالتزام بإجراءات الوقاية أمراً حيوياً، خاصة للفئات الأكثر ضعفاً أمام الفيروس.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

حدد الأطباء الفئات التي يجب أن تأخذ حذراً مضاعفاً، وهي:

  • كبار السن.
  • النساء الحوامل.
  • الأطفال (خاصة دون سن الخامسة).
  • المصابون بالأمراض المزمنة (كالسكري، الربو، وأمراض القلب).
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو الحساسية الشديدة.

توصيات أساسية للوقاية من الإنفلونزا

للحد من انتشار العدوى، يشدد المختصون على ضرورة العودة إلى الالتزام بوسائل الوقاية الأساسية:

  1. ارتداء الكمامة: خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة كالمدارس والدوائر.
  2. النظافة الشخصية: غسل اليدين باستمرار واستخدام المناديل عند العطاس أو السعال.
  3. التهوية الجيدة: الحرص على تهوية المنازل والصفوف الدراسية.
  4. تجنب الازدحام: محاولة تقليل التواجد في الأماكن المكتظة قدر الإمكان.
  5. العزل المنزلي: بقاء المصاب في المنزل حتى زوال الأعراض لمنع نقل العدوى للآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى