الصفقة المخفية: التفاصيل الخفية في صفقة “تيك توك” الأميركي والصيني

من يتحكم في خوارزمية “تيك توك”؟
تعتبر خوارزمية “تيك توك” العنصر الأساسي الذي يحدد تجربة المستخدم ويشكل قلب المنصة النابض. فهي ليست مجرد برنامج تقني عابر، بل تمثل النظام الذكي المتطور الذي يسمح بعرض المحتوى بشكل يضمن تفاعل المستخدمين معه. ولكن، من يتحكم في هذه الخوارزمية؟ تكمن إجابة هذا السؤال في التركيبة المعقدة للعلاقات التجارية والسياسية التي تحيط بالشركة المالكة، “بايت دانس”، والعالم الخارجي.
الهيكل التنظيمي لخوارزمية “تيك توك”
نلاحظ أن خوارزمية “تيك توك” تعمل على مبدأ التعلم الآلي والتفاعل الذكي مع المستخدمين. وهي تعتمد على مجموعة متنوعة من البيانات مثل تفضيلات المستخدمين، والمحتوى المفضل، وسلوكيات التصفح. ولكن مع اتساع نطاق استخدامها، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا، حيث يتم تحديث الخوارزمية بشكل مستمر لضمان تقديم محتوى مبتكر وجذاب.
العلاقة بين النسخة الأميركية والخوارزمية الصينية
كما أشار تقرير نشرته صحيفة “غارديان”، يبدو أن النسخة الأميركية من “تيك توك” حصلت على رخصة استخدام الخوارزمية الصينية، ولكن دون القدرة على امتلاكها بالكامل. وهذا يشبه إلى حد كبير شراء رخصة لاستخدام تطبيق معين، حيث يمكن للشركات الأميركية الاستفادة من الخوارزمية، ولكنها تبقى تحت سيطرة الشركة الصينية الأم.
التحكم والرقابة على الخوارزمية
يجب أن نتسائل: هل تكفي الرخصة الممنوحة لتحقيق النجاح في السوق الأميركية؟ الإجابة ليست سهلة. فبغض النظر عن إمكانية الوصول إلى التصميمات والوظائف، فإن التحكم الكامل في الخوارزمية وإدارتها وتطويرها يبقى حقًا أصيلاً للشركة الصينية الأم. هذا يعني أنه حتى وإن تمكنت الشركات الأميركية من استخدام الخوارزمية، فإنها لن تمتلك الكود المصدر أو القدرة على تطويره المستقل.
مخاطر الوصول إلى الخوارزمية
إن الوصول إلى الخوارزمية يعني إمكانية استنساخها وإنتاج تطبيقات جديدة تعتمد على نفس الأنظمة والخوارزميات. هذا الأمر يمثل تهديدًا حقيقيًا للمنافسة في سوق التكنولوجيا، حيث يمكن لمنافسين آخرين استخدام نفس التقنيات والتأكد من تحقيق نتائج مماثلة لتلك التي حققتها “تيك توك”. وهذا ما يجعل الحكومة الصينية hesitant في إتمام أي صفقة قد تؤدي إلى تفقدها السيطرة على الاستثمارات والتقنيات.
الآثار السياسية والاقتصادية
يتعلق التحكم في خوارزمية “تيك توك” ليس فقط بمسألة تجارية، بل يتعلق أيضًا بأبعاد سياسية واقتصادية أوسع. تعمل الولايات المتحدة على تحديد كيفية إدماج التكنولوجيا الصينية في مجتمعها، مما يثير أسئلة حول الأمان والخصوصية. حيث أن التطبيق يحتفظ بكميات هائلة من البيانات حول المستخدمين، ويشكل وجود خوارزمية تحت السيطرة الصينية مصدر قلق دائم للجهات التنظيمية في الولايات المتحدة.
تيك توك الاكثر تداول في العالم
إن خوارزمية “تيك توك” ليست مجرد أداة لعرض المحتوى، بل هي منتج من مجموعة معقدة من العلاقات السياسية والتجارية. حيازة الشركات الأميركية على الرخصة تسمح لها بالاستفادة من الواجهة الأمامية للخوارزمية، بينما تبقى السيطرة الفعلية والأصول الفكرية تحت تصرف الشركة الصينية الأم. كما أن هذه الديناميكية تفتح الباب للنقاشات حول مستقبل التنافسية في عالم التقنية، وكيف يمكن للدول الكبرى التحكم في المعلومات والبيانات التي تتدفق عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لذا، يبقى السؤال معلقاً: حتى متى ستظل خوارزمية “تيك توك” تحت السيطرة الصينية، وما هي التداعيات المحتملة لهذا التحكم؟